دي دي زاد نيوز – وكالات | مر نحو نصف قرن تقريبا على التقاط الصورة التي وثقت وحشية حرب فيتنام، التي أودت بحياة الملايين، وفق بعض التقديرات، فماذا تقول الضحية بعد مرور كل هذه السنوات؟
والتقط المصور نيك يوت، صورة للضحية، فان ثي كيم فوك، التي كانت طفلة صغيرة في عام 1972، وهي تركض عارية بعد إصابتها بحروق بالغة من جراء قصف قريتها قرب العاصمة سايغون بقنابل “النابالم” الحارقة، وهي سلاح محظور دوليا.
ولذلك أطلق على الطفلة كيم فوك لقب “طفلة النابالم”.
ورغم الجروح الهائلة التي أصيب بها الطفلة، والتي لم تزل مع مرور سنوات العمر، إلا أنها لا تريد نشر رسائل الغضب أو الانتقام.
وتقول في حوار مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية نشر، الاثنين، إنها تريد نشر رسائل الغفران والسلام في وقت ينشغل العالم بالحرب المستعرة في أوكرانيا، حيث تتكرر المآسي الإنسانية.
وذكرت “سكاي نيوز” أن صورة “طفلة النابالم” تمثل فظائع الحرب في فيتنام، فهي تظهر طفلة عارية تمد ذراعيها وتصرخ من الألم وتركض من أهوال غير مرئية نحو الكاميرا.
تفاصيل مثيرة عن تاريخ صورة الطفلة الفيتنامية الشهيرة
وقد حملت الحرب المندلعة بين فيتنام الشمالية والجنوبية في عام 1956، معها كوارث بشرية لا حدود ولا حصر لها، فقد خلفت وراءها نحو أكثر من مليون و100 ألف قتيل، ما بين الرجال والنساء والأطفال، لكنه لحسن حظها، فقد نجت الطفلة “كيم فوك” صاحبة الصورة الشهيرة التي التقطت بواسطة وكالة أسوشيتد برس، من أهوال الحرب المأساوية التي شهدتها بلادها، بعد ضربها بقنابل النابالم الحي.
وبعد تعرض قرية الطفلة الفيتنامية “كيم فوك” للإصابة جراء سقوط القنابل الحارقة عليها حين كانت في التاسعة من عمرها، فقد غطت الحروق من الدرجة الثالثة نصف جسدها، ولم يكن متوقع لها أن تبقى على قيد الحياة. ك
“كيم” عاودت الحديث مرة أخرى من خلال تصريحاتها التي نقلها موقع “سكاي نيوز”، عن تفاصيل هذا اليوم الذي لا يُمحى من ذاكرتها، بعد مرور 66 عامًا، لكنها حاملة لعشرات الندوب الجسدية والعقلية.
اللقاء مع الضابط الصاعق لها ومسامحتها له
وعلى الرغم من اللحظات الصعبة والمأساوية التي عاشتها “كيم فوك”، إلا أنها قامت برد فعل غريب وغير متوقع عندما جمعها القدر للالتقاء بالطيار الأمريكي الذي قام بالهجوم على قريتها، قائلة: “عندما رآني، بكى مثل الطفل، ولم يستطيع التوقف عن البكاء، وسألني هل تسامحيني؟، فقلت له نعم”.
وواصلت صاحبة الصورة الشهيرة حديثها: “فقال لي من فضلك، هل يمكنك النظر إلى عيني، يمكنك أن تري الحزن الذي أحمله على مدار هذه الأعوام، ومن ثم عانقته وحاولت تهدئته”.
رسالة “كيم” إلى العالم
رسالة لا مثيل لها في التسامح قدمتها السيدة “كيم” للعالم أجمع، محاولة نشر السلام والمغفرة وليست مشاعر الكراهية أو الانتقام، حيث ترى أن هذا هو الوقت المناسب لبث رسالتها، بالتزامن مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
كما تشارك السيدة “كيم فوك” في الوقت الراهن، بدفع الأموال للجمعيات الخيرية التي تقدم رعاية طبية مجانية للأطفال ضحايا الحرب والإرهاب.