أخبار الجزائر – وكالات | اتهمت الجزائر القوات المغربية باستهداف قافلة تجارية أثناء تنقلها بين نواكشوط العاصمة الموريتانية ومدينة ورقلة، نتج عنها مقتل ثلاثة جزائريين.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية، إن الهجوم وقع في الأول من نوفمبر “في غمرة احتفال الشعب الجزائري بالذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة التحرير”.
وأضاف بيان رئاسة الجمهورية، أن الاعتداء استهدف شاحنات جزائرية تجارية أثناء تنقلها بين العاصمة الموريتانية نواكشوط ومدينة ورقلة جنوبي الجزائر، دون أن يحدد الموقع الدقيق الذي وقع فيه القصف.
ووجهت الجزائر أصابع الاتهام للمغرب بـ مقتل ثلاثة جزائريين في القصف قالت إنه وقع في المنطقة الحدودية بين موريتانيا والصحراء الغربية المتنازع عليها، متوعدة أن الأمر “لن يمر دون عقاب”.
وأشار البيان إلى اتخاذ السلطات تدابير للتحقيق فيما جرى وكشف ملابساته، كما أكد وجود عناصر تشير إلى ضلوع الجيش المغربي باستخدام “سلاح متطور”.
ولحد الساعة، لم يردّ المغرب بشكل رسمي على الاتّهامات الجزائرية، وإن كانت وسائل إعلام مغربية قد نقلت عن مسؤول رفيع المستوى نفي الرباط شنّ قواتها العسكرية أيّ غارات جويّة سواء داخل الجزائر أو موريتانيا، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن “مصدر مطلع” لم تسمه قوله “إن كانت الجزائر تريد الحرب، فالمغرب لا يريد ذلك”.
من جهته أصدر الجيش الموريتاني يوم أمس بياناُ نفى فيه حدوث أي هجوم داخل الأراضي الموريتانية، داعياً إلى “توخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة”.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أكرم خريف رئيس الموقع المتخصص “مينا ديفينس” قوله إن “سائقي شاحنات جزائريين قتلوا في منطقة بير لحلو بالصحراء الغربية”.
وكانت مواقع إخبارية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي قد تداولت مقاطع مصورة تظهر شاحنات محترقة في منطقة صحراوية قيل إنها شاحنات جزائرية تعرضت لهجوم. لكن المقاطع لم تحتو أي تفاصيل تؤكد هوية الشاحنات أو تاريخ التصوير وموقعه.
وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص. والحدود بين الدولتين الجارتين المغلقة منذ عام 1994.
وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، التي يراها المغرب جزءا منه. كما تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين في مخيمات في منطقة تندوف.
ويسيطر المغرب حالياً على أكثر من 80 في المئة من مساحة الصحراء الغربية. وكانت المملكة قد شرعت منتصف ثمانينيات القرن الماضي ببناء ساتر ترابي لحماية المناطق التي يسيطر عليها.
ونجحت الأمم المتحدة في دفع الأطراف إلى توقيع وقف لإطلاق النار عام 1991 حافظ على سلام هش في المنطقة المتنازع عليها بانتظار تنفيذ استفتاء لتقرير المصير.
وطرحت الرباط عام 2007 خطة تمنح الصحراء بموجبها قدرا كبيرا من الحكم الذاتي ولكن مع الاحتفاظ برموز السيادة المغربية كالعلم والنشيد الوطني والعملة المغربية. وتتبنى الدولة المغربية الآن الحكم الذاتي كأقصى ما يمكن أن تقدمه كحل للنزاع على المنطقة.
وشهدت نهاية العام الماضي إعلان جبهة البوليساريو إنهاء التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في خطوة قالت إنها تأتي ردا على “انتهاك المغرب لوقف إطلاق النار ومهاجمة متظاهرين مدنيين أمام المنطقة العازلة (الكركرات)”.
وجاء الإعلان حينها بعد وقت قصير من قول المغرب إنه نشر قوات في المنطقة العازلة ردا على “استفزاز” مقاتلي البوليساريو، الذين قطعوا الطريق إلى منطقة الكركرات، والتي تعد بوابة إلى موريتانيا المجاورة.
ومنذ ذلك الحين تنشر وسائل إعلام تابعة للجبهة بين الفينة والأخرى أخبارا عن تنفيذ مقاتليها عمليات في المنطقة لكن المغرب يشدد أن وقف إطلاق النار ما زال سارياً وأن الهدوء يبقى سيد الموقف.