دي زاد نيوز – وكالات
ذكر تقرير عبري، نقلاً عن شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة، أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلتا إلى تفاهم بوساطة أمريكية، بشأن تجميد مؤقت للمستوطنات، في محاولة لمنع حدوث تصعيد أمني قبل شهر رمضان المقبل.
وقال موقع “نيوز 1” العبري، إن “هذا هو سبب موافقة رئيس الوزراء نتنياهو على صفقة تجميد الاستيطان، التي دعت إليها الولايات المتحدة، وهي راضية عنها، لكنّ هناك شكاً كبيرا في أن هذه التفاهمات ستؤدي إلى إنهاء العنف”.
بلينكن على الخط
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وعد السبت الماضي، خلال اتصال هاتفي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإجراء اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية، للعمل على وقف الأعمال الأحادية الجانب، بما يشمل الاستيطان، وهدم المنازل، والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات والمسجد الأقصى، وأعمال القتل، وتنصل الحكومة الإسرائيلية من الاتفاقيات الموقعة.
وشدد عباس على أن “وقف الخطوات الإسرائيلية سيفتح الأفق السياسي المستند إلى تنفيذ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية”.
وبحسب التقرير، يأتي التوصل إلى صيغة تفاهم بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بشأن تجميد مؤقت لبناء المستوطنات، بسبب اعتماد الأخيرة على الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالخطر الإيراني، ورغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الذهاب إلى واشنطن قريباً للقاء الرئيس جو بايدن.
وقال الموقع إن “بيان مجلس الأمن الدولي الأخير الذي أكد فيه أن الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس قلقة من قرار الحكومة الإسرائيلية المضي قدما في البناء والتوسع في المستوطنات، وأن من شأنه أن يفجر موجة عنف جديدة، يعتبر نادرا ولم ينشر في السنوات التسع الماضية وحظي بتأييد جميع الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن”.
تخوف من انتفاضة فلسطينية ثالثة
وأضاف أن “إدارة بايدن مارست ضغوطًا شديدة على الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، فقد أرادت تجنب استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن، وكانت تخشى أن يشجع استخدام حق النقض على التصعيد، فالإدارة الامريكية قلقة للغاية، وقد أعربت عن ذلك في بيان رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، الذي حذر قبل أسبوعين من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية”.
يذكر أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تقيم مستوطنات جديدة بعد مصادقتها على 9 مستوطنات في الأشهر المقبلة، إلا أنها لن تلتزم بوقف هدم المباني غير القانونية في المناطق (ج).
ووفقا للتقرير، تحاول إسرائيل كسب الوقت مقابل تأجيل التصويت في مجلس الأمن في ضوء موقف إدارة بايدن. وكجزء من التسوية، تعهدت إسرائيل بتعليق هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية لبضعة أشهر.
وحسب الكاتب والمحلل السياسي في الموقع، يوني بن مناحم، فقد تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدًا بدعوته العام المقبل إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس بايدن، الذي تجنب دعوته هناك منذ أن تولى منصب الرئيس.
وقال: “كما أكدت الولايات المتحدة للفلسطينيين أنها ستقدم طلبًا رسميًا لإسرائيل لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس. كما وافقت إسرائيل، كجزء من التسوية، على إجراء بعض التغييرات في مجالات الضرائب على جسر الملك حسين (اللنبي)، التي ستزيد عن أكثر من 200 مليون شيكل للسلطة الفلسطينية كل عام”.
يشار إلى أن موقع “واللا” العبري، كان قد كشف، أمس، عن “قناة اتصال سرية” بين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسلطة الفلسطينية، رغم إعلان الأخيرة وقف التنسيق الأمني بين الجانبين منذ نحو شهر.
محادثات ومحاولات لمنع التصعيد
وقال إنه “منذ أكثر من شهر تجري محادثات مباشرة بين مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في محاولة لمنع التصعيد”.
وأضاف الموقع نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية أنه “في الأيام القليلة الماضية عقد المسؤولان اجتماعاً لصياغة التفاهمات التي أدت إلى تأجيل التصويت في مجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن “الحكومة الأمريكية على علم بالمحادثات عبر القناة السرية، لكن ليس من الواضح ما إذا كان جميع رؤساء أحزاب التحالف الحكومي على علم بوجودها، أو بمضمون المحادثات التي جرت”.