دي زاد نيوز – وكالات / لا يزال الخلاف الجزائري الإسباني، يثير الجدل داخل وخارج إسبانيا، إذ طلبت مسؤولة في ثاني قوة سياسية في البلاد، اليوم السبت، من الجزائريين عدم الخلط بين الشعب الإسباني والحكومة، بينما اتهمها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بالدفاع عن مواقف بلد آخر غير بلدها.
وطلبت الأمينة العامة لحزب الشعب، الإسباني، كوكا جامارا، من الجزائريين “عدم الخلط بين إسبانيا وحكومة إسبانيا” في تصريح لوكالة “إي أف أف”، أثناء التوزيع التقليدي للخبز والأسماك والنبيذ ، الذي يتم تنظيمه خلال احتفالات القديس برنابي.
وفي رده على تلك الانتقادات، وجه سانشيز، اللوم إلى حزب الشعب السبت واتهمه بالحديث بـ”السوء” عن إسبانيا “داخل وخارج” حدود البلاد، واختياره دعم بلد آخر، في إشارة إلى الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر، التي تضغط على إسبانيا، وحتى الاتحاد الأوروبي، حسبه.
وخلال حضوره مناسبة انتخابية لدعم المرشح لعضوية المجلس العسكري في الأندلس، خوان إيسباداس، انتهز سانشيز الفرصة للإشارة علنًا لأول مرة إلى قرار الحكومة الجزائرية تجميد العلاقات التجارية مع إسبانيا منتقدا موقف حزب الشعب الذي دعم دائما مواقف الجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية، وفق ذات الوكالة.
وتعرضت الحكومة الإسبانية بقيادة شانشيز، لانتقادات شديدة اللهجة من حزب الشعب الإسباني، منذ تغير موقفها من ملف الصحراء الغربية قبل نحو أربعة أشهر.
واحتدمت التصريحات المتضاربة بين الجهتين، بعد قرار الجزائر تعليق العمل باتفاقية الصداقة مع إسبانيا وتوقيف التجارة معها.
للتذكير، فقد غيرت إسبانيا في 18 مارس الماضي وبشكل جذري موقفها من قضية الصحراء الغربية، رغم حساسية الملف، لتعلن بشكل واضح دعمها مقترح الحكم الذاتي المغربي، مثيرة بذلك غضب الجزائر، احدى الدول المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وفي بيان مشترك، الجمعة، اعتبر كل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ونائب رئيسة المفوضية المسؤول عن التجارة فالديس دومبروفسكيس، أن قرار الجزائر تعليق العمل باتفاقية الصداقة مع إسبانيا وتوقيف التجارة معها “مقلق للغاية”.
من جانبها أعربت الجزائر مساء الجمعة عن استيائها من “تسرع المفوضية الأوروبية في الإدلاء بموقف من دون تشاور مسبق أو أي تحقق مع الحكومة الجزائرية”.
وأبدت بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي أسفها لأن المفوضية “لم تتحقق” من أن “تعليق الجزائر معاهدة سياسية ثنائية مع شريك أوروبي، في هذه الحالة إسبانيا، لا يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على التزاماتها الواردة في اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي”.
وعلقت الجزائر الأربعاء “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” التي أبرمتها عام 2002 مع إسبانيا، بعد تغيير مدريد موقفها بشأن الصحراء الغربية.