دوّت صفارات الإنذار، صباح الأربعاء، في مدن وبلدات بوسط وشمال إسرائيل، بينها تل أبيب، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض صاروخين أطلقهما على ما يبدو حزب الله من لبنان.
جاء ذلك بعد إعلان حزب الله إطلاقه دفعة صواريخ على قاعدة “غليلوت” التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية “8200” في ضواحي تل أبيب (وسط).
وقال جيش الإحتلال الإسرائيلي، في بيان: ” تم تفعيل إنذارات في وسط وشمال البلاد نتيجة إطلاق صواريخ عبرت إلى إسرائيل من لبنان”.
وانطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب و رمات هشارون ورمات غان و بني براك و بتاح تكفا و جفعات شموئيل وهرتسليا و كريات أونو ورعنانا في غوش دان وشارون، و كذلك في الناصرة و يوكنعام و تجمعات أخرى بالجليل الأسفل، حسب موقع “واينت” الإخباري.
و لاحقا قال الجيش، في بيان ثان: “في أعقاب الإنذارات التي أُطلقت في شمال ووسط البلاد، اعترض سلاح الجو صاروخين”.
و ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن “امرأة أصيبت بجروح طفيفة جراء شظايا بمدينة هرتسليا (وسط)” .
كما لحقت أضرار بسيارات متوقفة نتيجة شظايا سقطت في هرتسليا، حسب موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي .
حزب الله يتبنى هجوم منزل نتنياهو قرب تل أبيب
والثلاثاء، تبنى حزب الله استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستوطنة قيساريا (شمال) ، بواسطة طائرة مسيّرة قالت هيئة البث العبرية (رسمية) إنها أصابت بدقة نافذة غرفة نومه.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و546 قتيلا و11 ألفا و862 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأحد.
و يوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة و قذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية و مقار استخبارية و تجمعات لعسكريين ومستوطنات ، و بينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية ، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر ، حسب مراقبين.
و تحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان و سوريا و فلسطين، و ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 و عاصمتها القدس الشرقية .
ماهي قاعدة جليلوت؟
تعتبر قاعدة “جليلوت” هدفا عالي القيمة إذ أنها قاعدة استخباراتية ترتكز على العمل في مجال جمع المعلومات وتحليل البيانات، وفيها مركز كبير للعمليات السيبرانية، وتعتبر مقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وهي أيضا قاعدة الوحدة 8200 الاستخباراتية والتي تعتبر أقوى أذرع “الموساد”.
وتأتي أهمية هذا المنطقة أنها تقع على بعد 110 كيلومتر من الحدود اللبنانية داخل عمق إسرائيل، وتبعد عن تل أبيب 1500 متر فقط، وتكمن الأهمية الاستراتيجية لها بوجود قاعدة الموساد والوحدة 8200 التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.
الوحدة 8200 مسؤولة عن تغذية المؤسسات الأمنية الإسرائيلية بجميع المعلومات اللازمة وعن أي تحركات أو مخططات أو حتى نوايا وتساهم في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء، وتعتمد على ثلاث طرق في العمل في المجال الاستخباري وهي: الرصد، والتنصت، والتصوير.
واستهداف هذه القاعدة بشكل أساسي من “حزب الله” يأتي بسبب ارتباطها باغتيال القائد الكبير فؤاد شكر، كما أن الحزب اللبناني باختياره هذه القاعدة، سعى إلى إيضاح أنه يستطيع الوصول إلى أهم الأماكن في إسرائيل وقتما يشاء.
وأشار نصر الله في خطابه إلى أنه تم اختيار “أن لا يكون الهدف بنية تحتية بل هدفا عسكريا وله صلة بعملية اغتيال شكر”، مشددا على أن “الهدف الأساسي للعملية كان قاعدة غليلوت وهي قاعدة استخباراتية وتتواجد بها وحدة 8200 التجسسية. وكان هناك أيضا هدف فرعي وهي قاعدة لسلاح الدفاع الجوي والصاروخي”.
فيما الجيش الإسرائيلي أعلن فجر اليوم الأحد عن “هجوم استباقي” ضد حزب الله، وأكدت مصادر لبنانية وإسرائيلية تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 غارة على مناطق في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله أنه أطلق 320 صاروخا في المرحلة الأولى للهجوم تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها، مستهدفا 11 موقعا وثكنة إسرائيلية، مؤكدا أن مسيراته عبرت كما هو مقرر.
وفي وقت لاحق، نفى “حزب الله” في بيان له الادعاءات الإسرائيلية بإحباط عملياته العسكرية، مؤكدا أنها تتنافى مع وقائع الميدان.