دي زاد نيوز – وكالات | تعيش جماهير التنس في العالم، على وقع اقتراب بداية منافسات بطولة رولان غاروس في باريس، نهاية الأسبوع الجاري، ووقع سحب قرعة المنافسات وتعرف كل نجم على منافسيه المحتملين في هذه النسخة.
وتحمل النجمة التونسية أنس جابر، آمال المشاركة العربية في هذه النسخة، بما أنّ نتائجها في الأسابيع الماضية، تجعلها مرشحة للتقدم في المسابقة رغم أنّ التتويج بأول غراند سلام في مسيرتها لا يبدو أمرا سهلا عليها بحكم قوة المنافسة وصعوبة هذه البطولة.
تنطلق منافسات بطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان غاروس) اليوم الأحد، وستفتتح النجمة التونسية أنس جابر المصنفة السادسة عالميا المسابقة بمواجهة منافستها الأولى في بطولة رولان غاروس.
وتملك جابر أسبقية على منافستها إذ سبق أن هزمتها في 3 مناسبات: في بطولة شارلستون الأميركية عام 2017 بمجموعتين دون رد، ثم في بطولة رولان غاروس العام الماضي بمجموعتين لمجموعة واحدة، وفي بطولة ميامي في مارس الماضي بمجموعتين دون رد.
أما المرة الوحيدة التي فازت فيها البولندية لينيت على أنس جابر كانت في بطولة باكو 2013 بعد انسحاب النجمة التونسية بسبب الإصابة. وكانت أنس جابر قد فازت في تلك المباراة بالمجموعة الأولى 6-3، وتقدمت في المجموعة الثانية 4-1 قبل إصابتها.
وتوجت سابقا بلقب رولان غاروس على مستوى الناشئات، وقد حققت تقدما بطيئا لكنه متواصل حتى عززت تواجدها ضمن المراكز العشرة الأولى في التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، وهي في السابعة والعشرين من عمرها.
وصنعت النجمة التونسية التاريخ في العام الماضي، عندما أصبحت أول لاعبة عربية تصل إلى دور الثمانية ببطولة ويمبلدون. وتتميز أنس بأسلوب في الأداء أزعج منافساتها لسنوات، كما حاز على إعجاب الجماهير، وجعلها الآن من المرشحات للتتويج في رولان غاروس.
كان المدرّب التونسي الشاب عمر العبيدي متأكدا منذ الصغر من وصول رفيقته أنس جابر المصنفة السادسة عالميا في كرة المضرب إلى المستوى العالمي، لاكتسابها قدرة تنافسية عالية وتفوّقها على خصومها منذ نعومة أظفارها.
ويقول العبيدي (28 عاما) من أمام ملعب للتنس يحمل اسم أنس جابر تكريما لها في “نادي حمّام سوسة” (شرق) حيث أمسكت البطلة المضرب لأوّل مرة “أتذكر أننا كنا نلقبها روجيه فيدرر” نسبة إلى أسطورة التنس السويسري.
كانت بداية أنس في ولاية (محافظة) سوسة الساحلية شرق البلاد في ملاعب على ملك فنادق في المنطقة السياحية، ثم انتقلت إلى ملعب “نادي حمّام سوسة” في ذات الولاية (المحافظة). حينها اكتشف مدربها نبيل مليكة موهبة فريدة بشخصية “تحاول أن تكون المتميزة” على بقية رفاقها من البنات والأولاد كذلك.
وحققت جابر (27 عاما) أخيرا أعلى ترتيب للاعبة عربية في تصنيف رابطة المحترفات “دبليو تي ايه” لكرة المضرب، بعد ارتقائها إلى المركز السادس، وهذا الإنجاز هو الأفضل في مسيرتها في أعقاب وصولها إلى نهائي دورة روما للألف على الملاعب الترابية، حيث خسرت أمام البولندية إيغا شفيونتيك المصنفة أولى عالميا.
وتقدّم جابر، أول عربية دخلت لائحة العشر الأوليات في العالم العام الماضي، هذا العام مستويات مميزة، وذلك بعد أن توجت منذ أيام بلقب دورة مدريد للألف، الأكبر في مسيرتها والثاني بعد برمنغهام الإنجليزية العام الماضي.
يقول مليكة (55 عاما) والذي رافق جابر في التدريب طوال عشر سنوات ولا يزال متشبثا بتدريب البراعم في ذات النادي “كانت لها قدرات تحكم كبيرة في الكرة، حتى أن مدربين آخرين حاولوا استقطابها لكرة اليد، وفعلا فكّرت أنس بجدية في تغيير اختصاصها لكن تمسّكت ببقائها في رياضة التنس”.
تغطي صور جابر جدران ملاعب نادي حمّام سوسة الذي خطت فيه أولى خطواتها في عالم الكرة الصفراء. يتدرّب العشرات من الأطفال ويقلّدونها حتى في طريقة صرختها عندما تضرب إرسالاتها خلال منافساتها. وُلدت أنس أو “وزيرة السعادة” كما يلقّبها التونسيون في مدينة قصر هلال (شرق)، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.
تعود جابر للمنافسة على بطولة رولان غاروس على ملاعب باريس الترابية بذكريات العام 2011، حين شدّت الأنظار إليها إثر فوزها ببطولة فرنسا المفتوحة لدى الناشئات وهي في عمر السادسة عشرة.
انتقلت جابر في سن الثانية عشرة إلى العاصمة تونس للتدرّب في المعهد الرياضي بالمنزه (حكومي يضم نخبة الرياضيين) لتبدأ مشوارا جديدا في حياتها. كان يرافقها آنذاك عمر العبيدي وهو لاعب تنس محترف ويدرّب حاليا هذا الاختصاص في نادي حمّام سوسة.
ويفتح مليكة هاتفه الجوّال ويتمعّن في صور قديمة لجابر حين كان عمرها 12 عاما يحتفظ بها إلى اليوم، ويظهرها خلال حصص التدريب لبعض اللاعبات الصغريات ليحثهن على أنه “ما من مستحيل، كانت شعلة من الحماس وكثيرة الحركة تحاول دوما أن تظهر أنها الأفضل في التحكّم في اللعبة” فضلا عن أنها تنافس في الدراسة.
ويفصح مليكة في حديث صحافي “تضعني دوما في إحراج مع بقية زملائها. كنت أحتار بين المرور إلى مستوى أقوى من التدريب أو انتظار رفيقاتها كي يلحقن بمستواها وبنسقها”.
يُعرف عن أنس أن لديها أسلوب لعب خاص في طريقة التعامل مع منافساتها خلال المباراة وتبحث عن تقديم العروض الجميلة “هي تكره اللعب بنسق واحد، تبحث دائما على خلق الفرجة بتنويع اللعب بتسديدات تفاجئ بها الخصم، وخصوصا منها عبر الكرات الساقطة”، حسب مليكة الذي يؤكد أنها “فعلا ملكة الدروب شوت منذ زمن”. يبلغ طولها 1.67 متر وترتكز في لعبها على يدها اليمنى. هي متزوجة من معدّها البدني ولاعب المبارزة بالسيف السابق كريم كمّون منذ العام 2015.
لم تتغيّر أنس كثيرا “مرحة وتتأقلم بسرعة حتى مع من لا تعرفهم” مثلما كانت من قبل “مستفزة وتجادل في كل المواضيع بمنافسة كبيرة”. لكنها في المقابل “محاربة وتلعب لآخر لحظة وصعبة المراس، حتى أنها تواصل اللعب وهي مصابة”، حسب العبيدي.
يؤكّد كلّ من عرفها سابقا على أن “طبعها لم يتغيّر” بالرغم من الشهرة الواسعة، حتى أنها حافظت على “خاصية جمع الكرات إثر التدريب وهي تركض وهذه العادة رافقتها منذ أن بدأت اللعبة”، في تقدير مليكة.
وتزايد الإقبال على لعبة التنس في صفوف الأطفال بفضل التألق الدولي، فتضاعف عدد المنخرطين في ناديها الأمّ في حمّام سوسة منذ أن بدأت جابر في صعودها في ترتيب المحترفات في العام 2018، حتى وصل إلى أكثر من 700 منخرط ما بين إناث وذكور.
وفي سياق متصل تتطلع شفيونتيك، بطلة المسابقة عام 2020، والمرشحة الأوفر حظا للفوز باللقب، لمواصلة سلسلة انتصاراتها بعدما فازت في لقاءاتها الـ28 الأخيرة، حيث تواجه إحدى الصاعدات من الأدوار التمهيدية، وهو ما ينطبق أيضا على البريطانية إيما رادوكانو، حاملة لقب بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز).
جابر حققت قفزة في ترتيب التنس العالمي وحققت بطولة كبرى عام 2022 على الملاعب الترابية والفضل في ذلك يعود إلى خبرة مدربها عصام الجلالي الذي آمنت به وظلت تتقدم تحت إشرافه بثبات
في غضون ذلك، ستكون التشيكية كارولينا بليسكوفا- التي تلعب مواجهة سهلة في الدور الأول مع الفرنسية تيساه أندريانجافيتريمو- على موعد مع لقاء محتمل في دور الثمانية مع شفيونتيك، لكن قد يتعين على البولندية تجاوز الرومانية سيمونا هاليب في الدور الرابع أولا.
وتلعب رادوكانو بعد ذلك مع البيلاروسية أليكساندرا ساسنوفيتش أو الصينية وانغ شينيو، قبل لقاء محتمل في دور الـ16 مع التونسية أنس جابر، التي يتعين عليها في البداية تجاوز البولندية ماجدا لينيت.
من ناحية أخرى، تبدأ التشيكية باربورا كرجتشيكوفا حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزته في العام الماضي، بمواجهة الفرنسية ديان باري، فيما تلعب اليابانية ناومي أوساكا أمام المتألقة الأميركية أماندا أنيسيموفا، في مواجهة ثأرية.
وتسعى أوساكا لرد الاعتبار من خسارتها أمام أنيسيموفا في الدور الثالث من بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى.
وأسفرت قرعة منافسات فردي الرجال ببطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان غاروس)، ثاني بطولات (غراند سلام) الأربع الكبرى هذا الموسم، عن وقوع الصربي نوفاك ديوكوفيتش في مسار واحد مع الإسبانيين رافائيل نادال وكارلوس ألكاراز.
ويستهل ديوكوفيتش، الذي يعود لبطولات غراند سلام مجددا بعد أن غاب عن بطولة أستراليا المفتوحة، مسيرته في العاصمة الفرنسية باريس أمام الياباني يوشيهيتو نيشيوكا، بينما يلتقي نادال، الذي يمتلك 21 لقبا في بطولات غراند سلام، مع الأسترالي جوردان تومسون.
ومن المحتمل أن يتقابل ديوكوفيتش ونادال في دور الثمانية بالبطولة، بعدماتواجها في النصف الأعلى من القرعة، في حين ربما يلتقي ألكاراز مع الألماني ألكسندر زفيريف، المصنف الثالث عالميا. بدا نادال غير قلق من الإصابة المزمنة التي يعاني منها في قدمه، مؤكدا أنه جاهز لمحاولة الفوز بلقبه الرابع عشر.
وتأثر الإسباني البالغ من العمر 35 عاما بتجدد الآلام في قدمه خلال مشاركته في دورة روما الألف نقطة للماسترز الأسبوع الماضي، ما ساهم في خروجه من الدور الثالث على يد دينيس شابوفالوف. لكنه تمرن الأربعاء أمام آلاف المشجعين الذين حضروا إلى ملاعب رولان غاروس، ولم يظهر عليه أي تأثر بهذه الإصابة المزمنة.
ولدى سؤاله الجمعة عما إذا تعافى من الإصابة، أجاب الإسباني “لا شيء للتعافي منه. ما حصل في روما هو شيء اختبرته مرات عدة خلال تماريني. عانيت بعدها ليومين، لكني أفضل الآن ولهذا السبب أنا هنا”. وبدأ نادال الموسم بشكل رائع من خلال تحقيقه 20 انتصارا متتاليا في سلسلة تخللها إحرازه لقب بطولة أستراليا المفتوحة للمرة الثانية في مسيرته، ما خوله الانفراد بالرقم القياسي لعدد الألقاب الكبرى (21) الذي كان يتقاسمه مع السويسري روجيه فيدرر والصربي نوفاك ديوكوفيتش.
لكنه غاب عن الملاعب لستة أسابيع بعد تعرضه لإصابة في الضلع خلال مشواره نحو نهائي دورة إنديان ويلز الألف نقطة للماسترز حيث خسر أمام الأميركي تايلور فريتز الذي وضع حدا لسلسلة انتصارات الإسباني وألحق به الهزيمة الأولى منذ بداية الموسم.
تذمر نادال من تجدد الأوجاع في قدمه خلال مشاركته في دورة روما، لكنه بدا واثقا الجمعة من قدرته على التعامل مع الأمر بالقول “الآلام موجودة دائما ولن تختفي الآن. الأمر يتعلق بما إذا كان الألم قويا بما يكفي للسماح لي باللعب بفرص حقيقية (للفوز) أم لا”.
وتابع “إنه شيء أعيش معه كل يوم، لذا فهو ليس جديدا بالنسبة لي وليس مفاجأة كبيرة. لذلك أنا هنا فقط لألعب كرة المضرب ولأحاول تحقيق أفضل نتيجة ممكنة هنا في رولان غاروس. وإذا كنت لا أؤمن بأن هذا الأمر (الفوز) يمكن أن يحدث، فلم أكن لأتواجد هنا على الأرجح”.
يلعب ألكاراز مع أحد الصاعدين من الأدوار التمهيدية في الدور الأول، حيث يأمل اللاعب الشاب في مواصلة نتائجه الجيدة عقب تحقيقه 16 فوزا خلال مبارياته الـ17 الأخيرة. وربما يلعب ألكاراز مع الأميركي سيباستيان كوردا، صاحب الفوز الوحيد على اللاعب الإسباني في لقاءاته الأخيرة، خلال الدور الثالث لرولان غاروس.
من المحتمل أن يتقابل ديوكوفيتش ونادال في دور الثمانية بالبطولة، بعدما تواجها في النصف الأعلى من القرعة
وسيتعين على دانييل ميدفيديف تجاوز الأرجنتيني فاكوندو باجنيس في الدور الأول، بينما يقف الإيطالي لورنزو موسيتي في طريق وصيف العام الماضي اليوناني ستيفانوس تيستيباس. وتواجد ميدفيديف وتسيتسيباس في النصف الأسفل المفتوح على مصراعيه أيضا أمام كل من النرويجي كاسبر رود والروسي أندري روبليف، اللذين يلتقيان مع الفرنسي جو ويلفريد تسونغا والكوري الجنوبي سونوو كوون على التوالي.
يتنافس النجم اليوناني المصنف الخامس على العالم مع ألكاراز، في صدارة قائمة اللاعبين الأكثر تحقيقا للانتصارات هذا الموسم. ولا يزال تسيتسيباس يتطلع إلى لقبه الأول في بطولات غراند سلام الأربع الكبرى، لكن النجم البالغ من العمر 23 عاما كان قد تقدم على ديوكوفيتش بمجموعتين في نهائي رولان غاروس العام الماضي، قبل أن يخسر في النهاية بعد مباراة استمرت لخمس مجموعات.
عن صحيفة العرب البريطانية