دي زاد نيوز/ وكالات
أعلن قصر باكنغهام، الخميس، وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بعد ساعات من الكشف عن تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ.
وتوفيت الملكة البريطانية الأطول حكما للمملكة المتحدة، عن عمر يناهز 96 عاما، حكمت خلالها منذ أن كانت في عمر السادسة والعشرين من عمرها.
وحكمت إليزابيث الثانية المملكة المتحدة 70 عاما كاملة.
وقال قصر باكنغهام في بيان إعلان الوفاة “توفيت الملكة في سلام بقصر بالمورال هذا المساء”.
وأشار البيان إلى أن الملك الجديد تشارلز، وزوجته كاميلا التي ستلقب بالملكة كونسورت، سيبقيان في بالمورال هذا المساء، وسيعودان إلى العاصمة البريطانية لندن غدًا.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية أوصت بمنح كاميلا لقب ملكة كونسورت.
أطول فترة حكم
ومع إعلان قصر باكنغهام مساء الخميس، وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عامًا، تسدل بريطانيا الستار على أطول فترة حكم بين ملوكها.
وتربعت الملكة الراحلة على عرش بريطانيا منذ عام 1952، حيث تولّت الحكم آنذاك عندما كان عمرها 25 عامًا.
لم تكن لتصبح ملكة عند الولادة، لكن التاج آل إليها بعد والدها الملك جورج بعد أن تنازل عمّها عن العرش ليتزوّج من امرأة لا يسمح القانون الملكي بالارتباط بها.
وخلال قرابة قرن من الزمن جابت الملكة العالم مراراً، وكلّفت 15 رئيساً للوزراء، من ونستون تشرشل (1952-1955) إلى ليز تراس.
كما عاصرت الملكة الراحلة 14 رئيساً أمريكياً و4 باباوات للفاتيكان، وشهدت العديد من الحروب والأزمات العالمية، بينها الحرب العالمية الثانية وجائحة كورونا.
وفي آخر ظهور علنيّ لها الثلاثاء، صادقت الملكة رسميًا على تعيين ليز تراس بمنصب رئيسة الوزراء، لتصبح رئيس الحكومة الـ15 في ظل حكم الملكة.
70 عامًا من الحكم
في مطلع شهر جوان الماضي، احتفل البريطانيون على مدى 4 أيام بمرور 70 عامًا على اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية العرش.
وبصفتها ملكة بريطانيا، التقت 13 رئيسًا من الرؤساء الـ14 الأمريكيين، منذ هاري ترومان (1945-1953) إلى جو بايدن، باستثناء الرئيس ليندون جونسون (1963-1969).
كما قابلت الملكة (رئيسة الكنيسة الأنغليكانية وتُعرف بتديّنها وممارستها لواجباتها الدينية بشكلٍ منتظم) 4 باباوات خلال زيارات رسمية، هم يوحنا الثالث والعشرون (1961) ويوحنا بولس الثاني (1980، 1982، 2000)، وبنديكتوس السادس عشر (2010) وفرنسيس (2014).
وشهدت العديد من الحروب والأزمات العالمية وإنهاء الاستعمار في العديد من الدول والحرب الكورية والحرب الباردة وحرب جزر فوكلاند، وكذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 كانت إليزابيث تبلغ 13 عامًا، ومن هناك أذاعت أول خطاباتها الإذاعية، طمأنت فيه أطفال بريطانيا الذين تم إجلاؤهم وأسرهم من منازلهم.
ملكة الأرقام القياسية
جابت الملكة الراحلة العالم بمعدل 42 مرة، قبل أن تتوقف عن السفر إلى الخارج في نوفمبر 2015 عندما كانت تبلغ 89 عامًا، بحسب بيانات نشرتها صحيفة “ديلي تلغراف”.
زارت بصفتها ملكة أكثر من 100 دولة، وهو رقمٌ قياسي آخر لعاهل بريطاني، وقامت بأكثر من 150 زيارة إلى “رابطة الشعوب البريطانية” دول الكومنوِلث.
و”دول الكومنولث” أو “الكومنولث البريطاني” هي اتحاد طوعيّ مكوّن من 53 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقًا، باستثناء موزمبيق ورواندا.
وكانت إليزابيث الثانية أول ملك بريطاني يلقي كلمة أمام مجلس النواب الأمريكي في 16 ماي 1991، وأول عاهل بريطاني يزور الصين، وذلك في 1996.
أرسلت أول بريد إلكتروني خاص بها في 26 مارس 1976، خلال زيارة كانت تجريها لمركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع.
وعام 1997، أطلقت أول موقع إلكتروني رسمي لقصر باكنغهام، المقر الرسمي للأسرة الملكية في العاصمة البريطانية لندن.
وكتبت أول تغريدة لها في تويتر عام 2014، فيما نشرت أول منشور لها عبر انستغرام عام 2019.
حياتها الشخصية وهواياتها
استمرّ زواجها من الأمير فيليب 73 عامًا (أطول فترة زواج لملك بريطاني) ورزقت منه بأربعة أبناء هم: الأمير تشارلز (وريث العرش) والأميرة آن والأمير أندرو دوق يورك والأمير إدوارد.
الملكة المعروفة بأناقتها، هي واحدة من أكثر النساء اللواتي التقطت لهنّ صور في التاريخ، ورسمت لها أكثر من 200 لوحة بورتريه، كانت أولها في سن السابعة.
حرصت على إظهار شخصية ثابتة واثقة من نفسها، ويرى البعض أنها قاسية بعض الشيء إلا أن رباطة جأشها تعدّ سمة مكتسبة، وهي ضرورية للتغلب على تحديات ومسؤوليات الحياة بنظر الجمهور.
وتعرف شخصية الملكة إليزابيث الثانية بأنها حساسة ودقيقة وحاسمة، وتحتفظ ببعض الثوابت والعادات اليومية.
ورغم أنها لم تكن تتبع نظام تمارين رياضية صارم إلا أن النشاط البدنيّ كان جزءًا من حياتها اليومية على مدى عقود، إذ واظبت على ممارسة أنشطة مثل المشي المنتظم وليس بالضرورة السريع، وركوب الخيل، وتأخذ كلابها في نزهة بعد الظهر حول الحدائق في قصر باكنغهام.
في عيد ميلادها الحادي والعشرين، قالت حين كانت لا تزال أميرة: “أصرّح أمامكم أن حياتي كلها، أكانت طويلة أم قصيرة، سأكرّسها لخدمتكم”، بحسب وسائل إعلام محلية.
ولدت الملكة في 21 أفريل 1926، ومع ذلك، تحتفل بريطانيا بعيد ميلادها الرسمي في جوان، في موكب احتفالي سنوي يطلق عليه اسم «Trooping the Colour”، والذي يعد احتفالاً تقليديًا تم اعتماده منذ عام 1748.
وسجّل ملكان فقط فترة حكم أطول من إليزابيث الثانية، هما الملك الفرنسي لويس الرابع عشر (حكم لأكثر من 72 عاماً بين عامي 1643 و1715) وملك تايلاند بوميبول أدولياديج (امتدت فترة حكمه 70 عاماً و4 أشهر، من 9 يونيو 1946 حتى 13 أكتوبر 2016).
في حين استمرّت فترة حكم ملكة بريطانيا فيكتوريا (جدة جد إليزابيث الثانية) 63 عامًا و7 أشهر ويومين (من 20 جوان 1837 حتى وفاتها في 22 جانفي 1901).